امريكا: اندلاع أعمال عنف عقب قرار عدم متابعة الشرطي المتسبب في مقتل شاب أسود وأوباما يدعو إلى الهدوء

دعا الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، مساء امس الاثنين، الأشخاص المتظاهرين في شوارع مدينة فيرغيسون، على خلفية قرار القضاء عدم متابعة دارين ويلسون، الشرطي الذي تسبب في مقتل الشاب الأفرو-أمريكي ميكاييل براون في الصيف الماضي، إلى التحلي بالهدوء في مظاهراتهم الاحتجاجية ضد هذا القرار.
كما دعا أوباما من البيت الابيض الشرطة المحلية إلى ضبط النفس، مؤكدا أن “البلاد تقوم على سمو القانون”.
وقال إنه على “الرغم من اختلاف الرأي، فإنه ينبغي على الأمريكيين قبول قرار القضاء”.

واشتعلت أعمال عنف وحرائق خارج مركز شرطة فيرجسون في سانت لويس بولاية ميسوري الأمريكية أمس الاثنين 24 نوفمبر، بعدما قررت هيئة محلفين عليا عدم متابعة ضابط شرطة أبيض في واقعة إطلاق نار قتل فيها فتى أسود غير مسلح في غشت الماضي.

وأطلقت الشرطة في فيرجسون الغاز المسيل للدموع لإجبار المحتجين، الذين اظهروا مقاومة عنيفة، على الابتعاد عن مركز الشرطة عقب سماع أصوات أعيرة نارية متقطعة. وارتفعت ألسنة النيران من سيارة محترقة.

ورشق الحشد أفراد الشرطة الذين شكلوا حائط صد باستخدام دروع مكافحة الشغب خارج المبنى بزجاجات وعلب معدنية، بعد أن سمعوا أنباء عن قرار هيئة المحلفين بعدم توجيه اتهام إلى الضابط.
واصطفت عشرات من مركبات الشرطة والجيش تحسبا لعمليات اعتقال موسعة غير بعيد عن شوارع فيرجسون التي شهدت أسوأ أعمال عنف بعد مقتل ويلسون براون في غشت الماضي.

وحث مسؤولون على التسامح وطمأنوا السكان إلى أن قوات الحرس الوطني ستحفظ الأمن في منشآت حيوية مثل وحدات الإطفاء ومراكز الشرطة ومنشآت المرافق.

ولدى إعلانه القرار أمام الصحافة، أوضح المدعي العام بسانت لويس، بوب ماكولوش، أن هيئة المحلفين “أقرت بعدم وجود أسباب كافية لمتابعة الضابط ويلسون”.

وكان حادث مقتل الشاب الأسود مايكل براون قد خلف أسبوعين من المظاهرات العنيفة في بعض الأحيان في شوارع فيرغيسون خلال غشت الماضي، كما أصبح موضوع نقاش وطني حول طريقة التعامل مع الأقليات بالولايات المتحدة.

ومن جهتها، عبرت أسرة براون عن أسفها العميق من هذا القرار، داعية المتظاهرين الغاضبين إلى التزام الهدوء وتفادي أي مواجهات مع الشرطة.

وقد انخرط العديد من الأشخاص في مظاهرات بشوارع مدينة فيرغيسون، حيث بدأوا برشق قوات حفظ النظام بالحجارة، وهم يهتفون “لا عدالة، لا سلام”، في وقت تطالبهم عناصر الشرطة بالتوقف عن هذه الأعمال العنيفة، قبل أن تلجأ إلى إطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم.