الوسطية والاعتدال والتسامح الديني شعار الندوة الدولية لفاس بتاريخ 11 دجنبر 2014

انطلاقا من القيم الدينية الرفيعة، والثوابت الوطنية السامية المؤسِّسة للحركة الدينية بالمملكة المغربية التي تميزتْ منذ دخول الإسلام إلى المغرب بالانفتاح على الآخر والتعايش معه ومحاورته، وسيرا على خطى أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله في ترسيخ مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف، إستنادا الى المذهب المالكي، وكذا نشر قيم الوسطية والاعتدال وتتعدد الثقافات، نظمت جمعية فاطمة الفهرية للتنمية والتعاون ندوة علمية دولية في موضوع التسامح الديني والأمن الروحي: المملكة المغربية نمودجا، ندوة حضرها مجموعة من المسئولين كالسيد رفيع رئيس جهة فاس بولمان بالنيابة، وعدد من النواب والمستشارين البرلمانيين، وممثلي المنابر الاعلامية المرئية، المسموعة، والمكتوبة وعدد مهم من ممثلي الجمعيات الفاعلة من داخل المغرب وخارجه، إضافة الى الطلبة الباحثين، وبعدما تم افتتاح فعاليات الملتقى بآيات بينات من الذكر الحكيم والوقوف إحتراما للنشيد الوطني، تفضلت ذة.وفاء البقالي رئيسة جمعية فاطمة الفهرية للتنمية والتعاون بإلقاء كلمة إستهلتها بالترحيب بجميع الفعاليات التي لبت الدعوة، وحضرت للمشاركة والاسهام في نجاح الندوة العلمية الدولية، كما تطرقت لدور المذهب المالكي كمرجعية دينية للمملكة المغربية شكلت على مر التاريخ، أساس الانتماء إلى المغرب كأمة، وضمان لتماسك الشعب وتلاحمه، واكدت أيضاً ان المدهب تجسيد لقيم تنتصر للوسطية والتسامح، وتقبل بالاختلاف والتعايش، وتحفز على حوار الأديان والثقافات، وكذا الانفتاح على باقي الحضارات الإنسانية، واستيعاب القيم الكونية الداعية إلى الفضيلة والتضامن والمساواة واحترام حقوق الإنسان. بعد ذلك تفضل الداعية الاسلامي عبدالواحد بيدرسن القادم من مملكة الدانمارك بكلمة عبر فيها عن مدى سعادته بتواجده في المغرب لما يتميز به من أمن واستقرار وانفتاح، ونظرا لصعوبة تواصله باللغة العربية، تمكن الإمام الأول كما هو ملقب في الدانمرك، من تمرير مجموعة من الرسائل الواضحة دعت المغاربة للافتخار بمغربيتهم في ضل أهداب العرش العلوي المجيد، وبمدى التقدم الذي تشهده جميع المجالات وليس فقط على المستوى الديني، كما اكد ان الساحة الوطنية تزخر بمبادرات وبحوث علمية ترسخ وتدافع عن قيم التسامح الديني وتعمل على تحقيق الأمن الروحي للمغاربة انطلاقا من باب الدين والعلم والمعرفة.
وفي موضوع دور المذهب المالكي في التعايش الانساني والانصهار الحضاري، الروابط التاريخية للصحراء المغربية وإمارة المؤمنين كنموذج، تفضل الدكتور محمد بن هاشم أستاذ العلاقات المغربية الأمريكية بكلية الآداب ظهر المهراز وسايس، بالتأكيد على أن إمارة المؤمنين هي السند الروحي والقانوني للروابط العضوية والوجودية والقانونية والأخلاقية بين الأقاليم الجنوبية والأقاليم الشمالية للمملكة المغربية منذ عهد المولى إدريس الأول، وذكر بالفتوى التي أصدرتها محكمة العدل الدولية في شهر أكتوبر من سنة 1975، بشأن العلاقة بين المملكة المغربية وبين إقليمي الساقية الحمراء ووادي الذهب، مستندة فيها على مرجعية دينية ثقافية حضارية تاريخية، تتلخص في أن قبائل هاذين الإقليمين كانت ترتبط على الدوام بعلاقات البيعة مع سلاطين المغرب وملوكه، منذ أن قامت في المغرب دولة جامعة لأطراف الوطن. كما تميزت الندوة العلمية الدولية المنظمة حول موضوع التسامح الديني والأمن الروحي : المملكة المغربية نموذجا، بالحضور القوي لعضو الرابطة المحمدية لعلماء المغرب الدكتور محمد بوشداق، الذي ألهب حماس كل الحاضرين من خلال تطرقه لمفهوم الحوار وضوابطه من منظور شرعي، معتمدا في ذلك على شهادات من واقعنا المعاش وعلى الفرق بين طريقة التواصل والتعريف بمعتقداتنا والطريقة المنتهجة من الآخر، أي دعاة التطرف والانقسام وزرع الفتنة وتهديد أمن الشعوب. كما عرفت فعاليات الندوة تكريما خاصا للسيدة وفاء البقالي على مجهوداتها في اطار الديبلوماسية الموازية من طرف الجمعية الوطنية لقدماء المحاربين وكانت الهدية عبارة عن تذكار يحمل شعار الله الوطن الملك شعار كل المغاربة، قدمه السيد احمد مريشة ضابط سابق كان معتقلا لأزبد من ثلاثة وعشرين سنة بسجون مخيمات الذل والعار.
وبعد فتح المجال للحاضرين بقاعة مركب الحرية للدلو بدلوهم، عبر تدخلاتهم وأسئلتهم وتوصياتهم، تفضل الدكتور محمد بن هاشم بتلاوة البرقية الولاء المرفوعة للسدة العالية بالله صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، بمناسبة انعقاد الندوة العلمية الدولية مع متمنيات الجميع ان تتبعها لقاءات علمية أخرى داخل المغرب وخارجه، وأن يشكل المغرب منارة لإشعاع دولي وقاري يجعل من المذهب المالكي أداته المثلى في تليين الصعاب وتحقيق مراد الشعوب في الأمن والاستقرار والرفاه.