الفايق محيح في المساء : بين فاس وأولاد الطيب ضحايا ومشاريع سكنية مع وقف التنفيذ

بدأت‭ ‬نيران‭ ‬‮«‬حرب‭ ‬الحدود‮»‬‭ ‬التي‭ ‬اندلعت‭ ‬بين‭ ‬جماعة‭ ‬أولاد‭ ‬الطيب‭ ‬والجماعة‭ ‬الحضرية‭ ‬لفاس‭ ‬تصيب‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬لا‭ ‬ذنب‭ ‬لهم‭ ‬سوى‭ ‬أنهم‭ ‬كانوا‭ ‬يحلمون‭ ‬بامتلاك‭ ‬‮«‬قبر‭ ‬حياة‮»‬‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مشروع‭ ‬سكني‭ ‬عمدت‭ ‬مؤسسة‭ ‬العمران‭ ‬إلى‭ ‬إحداثه‭ ‬في‭ ‬‮«‬الساحة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تدور‭ ‬فيها‭ ‬الحرب‭ ‬بين‭ ‬شباط،‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الجماعي‭ ‬لفاس،‭ ‬ورشيد‭ ‬الفايق،‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬القروي‭ ‬لأولاد‭ ‬الطيب‭. ‬المتضررون‭ ‬ترددوا‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬على‭ ‬مؤسسة‭ ‬العمران‭ ‬للمطالبة‭ ‬بتقديم‭ ‬توضيحات‭ ‬‮«‬مقنعة‮»‬‭ ‬بخصوص‭ ‬التأخر‭ ‬الكبير‭ ‬الحاصل‭ ‬في‭ ‬منحهم‭ ‬مفاتيح‭ ‬شقق‭ ‬السكن‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بتجزئة‭ ‬دوار‭ ‬‮«‬الصباطي‮»‬‭ ‬التي‭ ‬أحدثت‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬القطب‭ ‬الحضري‭ ‬سايس،‭ ‬لكن‭ ‬دون‭ ‬جدوى‭. ‬وقالت‭ ‬المصادر‭ ‬إن‭ ‬الضحايا‭ ‬وعدوا‭ ‬بتسلم‭ ‬المفاتيح‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬سنة‭ ‬2013،‭ ‬فإذا‭ ‬بالوعد‭ ‬يتأخر‭ ‬لما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬سنتين،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يظهر‭ ‬في‭ ‬الأفق‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الأزمة‭ ‬ستنتهي‭ ‬في‭ ‬أجل‭ ‬قريب،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تحاول‭ ‬فيه‭ ‬المؤسسة،‭ ‬دون‭ ‬جدوى،‭ ‬‮«‬تطويق‮»‬‭ ‬ملف‭ ‬التجزئة‭ ‬لكي‭ ‬لا‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬الصحافة‭.  ‬

وأوردت‭ ‬المصادر‭ ‬أن‭ ‬مؤسسة‭ ‬العمران‭ ‬أقدمت‭ ‬في‭ ‬عز‭ ‬الحرب‭ ‬بين‭ ‬جماعة‭ ‬أولاد‭ ‬الطيب‭ ‬والمجلس‭ ‬الحضري‭ ‬لفاس‭ ‬على‭ ‬استصدار‭ ‬رخص‭ ‬التجهيز‭ ‬والبناء‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المجلس‭ ‬الحضري‭ ‬لفاس،‭ ‬ما‭ ‬اعتبرته‭ ‬جماعة‭ ‬أولاد‭ ‬الطيب‭ ‬خطأ‭ ‬قاتلا‭ ‬ارتكبته‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسة،‭ ‬حيث‭ ‬اتهمت‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجماعة‭ ‬القروية‭ ‬بـ»مناصرة‮»‬‭ ‬طرف‭ ‬على‭ ‬طرف‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصراع،‭ ‬وأعطت‭ ‬الشرعية‭ ‬للمجلس‭ ‬الحضري‭ ‬لمدينة‭ ‬فاس،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تشير‭ ‬فيه‭ ‬الجماعة‭ ‬القروية‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬هي‭ ‬المؤهلة‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬القانونية‭ ‬لمنح‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬التراخيص،‭ ‬لأن‭ ‬التجزئة‭ ‬توجد‭ ‬فوق‭ ‬ترابها،‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬التقسيم‭ ‬الترابي‭ ‬لمرسوم‭ ‬سنة‭ ‬1998‭. ‬وعمدت‭ ‬هذه‭ ‬الجماعة‭ ‬إلى‭ ‬التعرض‭ ‬على‭ ‬إجراءات‭ ‬التحفيظ،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬توقف‭ ‬إجراءات‭ ‬تمكين‭ ‬العشرات‭ ‬من‭ ‬الأسر‭ ‬من‭ ‬شقق‭ ‬السكن‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بتجزئة‭ ‬‮«‬السباطي‮»‬،‭ ‬وتساءل‭ ‬رئيس‭ ‬الجماعة‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬عن‭ ‬السبب‭ ‬الذي‭ ‬دفع‭ ‬مؤسسة‭ ‬العمران‭ ‬لكي‭ ‬لا‭ ‬تضع‭ ‬ملف‭ ‬المشروع‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬لدى‭ ‬الجماعة‭ ‬التي‭ ‬تتبع‭ ‬لها‭ ‬الأرض،‭ ‬ولم‭ ‬يستبعد‭ ‬وجود‭ ‬ضغوطات‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القضية،‭ ‬مضيفا‭ ‬بأن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الإجراءات‭ ‬لن‭ ‬تكلف‭ ‬المؤسسة‭ ‬سوى‭ ‬يومين،‭ ‬وتنتهي‭ ‬القصة‭ ‬من‭ ‬أساسها‭.‬

 

ورغم‭ ‬صدور‭ ‬قرار‭ ‬لوزير‭ ‬الداخلية،‭ ‬أخيرا،‭ ‬حول‭ ‬نزاع‭ ‬الجماعتين‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬500‭ ‬هكتار‭ ‬من‭ ‬أراضي‭ ‬تابعة‭ ‬لأولاد‭ ‬الطيب،‭ ‬تقول‭ ‬جماعة‭ ‬فاس‭ ‬إنها‭ ‬ألحقت‭ ‬بنفوذها‭ ‬الترابي،‭ ‬فإن‭ ‬الجماعة‭ ‬القروية‭ ‬قد‭ ‬لجأت‭ ‬إلى‭ ‬الطعن‭ ‬في‭ ‬القرار‭ ‬لدى‭ ‬المجلس‭ ‬الدستوري‭ ‬والمحكمة‭ ‬الإدارية‭ ‬بالرباط،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬ضحايا‭ ‬تجزئة‭ ‬‮«‬السباطي‮»‬‭ ‬التابعة‭ ‬للعمران‭ ‬سينتظرون‭ ‬لوقت‭ ‬أطول‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تحسم‭ ‬المعركة‭ ‬بين‭ ‬الطرفين،‭ ‬حتى‭ ‬يتمكنوا‭ ‬من‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬شقق‭ ‬السكن‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وسيضطرون،‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬الدرويش‭ ‬محمد‭ ‬ياسين،‭ ‬أحد‭ ‬المتضررين،‭ ‬في‭ ‬شكاية‭ ‬وجهها‭ ‬إلى‭ ‬مؤسسة‭ ‬العمران،‭ ‬إلى‭ ‬تحمل‭ ‬مصاريف‭ ‬إضافية‭ ‬للكراء‭.‬

ل.ن