العاهل المغربي وجه إلى الأمة خطاب التحدي والحسم والتركيز على المقدسات والتوابث

في غمرة تخليد الشعب المغربي للذكرى 39 لتنظيم المسيرة الخضراء المظفرة، وجه العاهل المغربي جلالة المنصور بالله أمير المؤمنين الملك محمد السادس أعز الله أمره خطابا ملكيا ساميا إلى شعبه الوفي، إعتبر بحسب المحللين السياسيين والأكاديميين، خطاب التحدي المتجدر في وجدان كل مغربي وطني غيور لا يخالجه شك في مغربية الصحراء التي تجمع قبائلها بملوك الدولة المغربية روابط البيعة والولاء والإخلاص منذ تأسيس الدولة المغربية لعدة قرون خلت.

[youtube http://www.youtube.com/watch?v=tMPW48iKKK0&w=560&h=315]

إذا كان جلالة المغفور الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه قد حسم في مسألة مغربية الصحراء حين قال قدس الله روحه قولته الشهيرة ” المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها “، فإن جلالة الملك محمد السادس حفظه الله ونصره خاطب أولئك الذين يعاكسون المملكة المغربية في قضية وحدته الترابية بنبرة التحدي الأكبر قائلا ” والمغرب سيظل في صحرائه والصحراء في مغربها، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ” ، محطما بذلك أحلامهم الخسيئة ورغبتهم الدنيئة .

[youtube http://www.youtube.com/watch?v=zaUTIFlFFkw&w=560&h=315]

العاهل المغربي جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، أكد كذلك خلال هذا الخطاب التاريخي والذي أرسل من خلاله رسائل مشفرة عديد ومركزة لمن يهمهم الأمر وعلى الخصوص منهم دعاة الإنفصال ومن يدعمون مشروعهم الوهمي والتحريضي، أنه لا تسامح منذ الآن مع مرتكبي الأعمال التخريبية والمعتدين على ممتلكات الغير وكذا الممتلكات العمومية، والتي تعتبر برأي المنتظم الدولي أعمال إرهابية تخريبية تهدف إلى زعزعة الإستقرار وزرع الفتنة، وجب التصدي لها ولمرتكبيها بكل حزم ومسؤولية في إطار القانون، وتحت سلطة القضاء، محذرا في ذات المناسبة الذين يتاجرون بالقضية الوطنية بأنه يتعين عليهم الحسم في مواقفهم، إما أن يكونوا وطنيين بما تحمله الكلمة من معنى وما تفرض عليهم من واجبات إتجاه هذا الوطن الحبيب الذي يتسع للجميع، وإما أن يكونوا خونة ظاهرين وعليهم أن يتحملوا أوزار إختيارهم، لأنه لا توجد بين الوطنية والخيانة منزلة أخرى .

وفي أفق القطيعة مع سياسة الريع والإبتزاز والإمتيازات الغير مشروعة، والإسترزاق بالوطن والمتاجرة بقضية وحدتنا الترابية، أكد جلالة الملك المفدى محمد السادس نصره الله وأيده، أن تفعيل الجهوية المتقدمة والنموذج التنموي للأقاليم الجنوبية، هو الكفيل بجعل القطيعة النهائية مع هاته الممارسات السلبية، والتي ساهمت إلى حد كبير في خلق الفوضى وزعزعة الإستقرار وتوفير الأرضية المواتية لتحركات أعداء وحدتنا الترابية ودعاة الإنفصال، والذين يهدفون بذلك إلى زعزعة الإستقرار وعرقلة وفرملة قطار التنمية والأوراش المفتوحة بهاته المناطق الجنوبية العزيزة على المغاربة ملكا وحكومة وشعبا، مستغلين في ذلك فضاء الحقوق والحريات العامة التي يوفرها الوطن لكفاة المواطنين المغاربة من طنجة إلى الكويرة .

mohamed6

العاهل المغربي نصره الله أكد على أن مبادرة الحكم الذاتي بأقاليمنا الجنوبية هي أقصى ما يمكن أن يقدمه المغرب في إطار التفاوض المباشر أو الغير مباشر، وذلك في أفق إيجاد حل نهائي لهذا النزاع المفتعل بدعم وتمويل من جهات تعاكس المملكة المغربية في وحدتها الترابية، على أن المغرب يبقى دائما رهن إشارة المنتظم الدولي ، مستعد للتعاون مع جميع أعضائه من أجل البحث عن حل يحترم سيادته ويحفظ ماء وجه الجميع، ويساهم في ترسيخ الأمن والإستقرار بالمنطقة، وذلك في أفق تحقيق الإندماج المغاربي الرغبة الأكيدة لشعوب المنطقة التواقين إلى التلاقي والتعاون والمصاهرة وصلة الرحم .

جدير بالذكر أن السيد محمد دردوري والي جهة فاس بولمان، ترأس بمقر الولاية إلى جانب السيد الكاتب العام والسيد رئيس الشؤون الداخلية بعمالة فاس، مراسيم حفل الإستماع إلى هذا الخطاب الملكي السامي التاريخي، الذي عرف حضورا وازنا  لكبار الشخصيات العسكرية والشبه عسكرية ورؤساء مختلف المحاكم والجامعات والمجالس المنتخبة والغرف المهنية وكذا رئيس المجلس العلمي المحلي، بالإضافة إلى عمداء الكليات ونواب الإقليم بالبرلمان المغربي بغرفتيه والباشوات والقياد ورؤساء المناطق الأمنية، ورؤساء المصالح الخارجية بعمالة فاس، مع تسجيل حضور كبير لفعاليات المجتمع المدني بفاس الذين غصت بهم جنبات القاعة الكبرى للولاية .