الاحتفال السنوي بالولي الصالح مولاي إدريس الأكبر

ستحيي الطريقة الصوفية العلوية المغربية، بتنسيق مع نقابة الشرفاء الادارسة، يوم السبت 19 ذو القعدة 1438هـ الموافق لـ 12 غشت 2017 م  بعد صلاة العصر، احتفالها السنوي بموسم الولي الصالح مولاي إدريس الأكبر بمدينة زرهون بمكناس، تحت شعار “ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ .

 

جاءت الرسالة المحمدية خاتمة للرسائل السماوية، أنزلها على عبده ونبينا سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم، فبلغ الرسالة وأدى الأمانة، ونصح الأمة ،وكشف الله به الغمة، وهدى الناس الى صراط الله المستقيم، وتحمل الصعاب والمشاق، و ضحى بالغالي و النفيس من أجل الدعوة. فكان نورا من رب العالمين، وخير من يمشي على قدمين، مثالا للناس في الفضائل والقيم والأخلاق، أسوة حسنة ،حريص على المؤمنين و رؤوف رحيم بهم.  فبلغ عن ربه، وصدع بأمره، وهدى إلى سبيله، ووضح لنا معالم طريقه، وخص من يأتي بعده من أمته وأنزلهم منزلة الأخوة، فقال صلى الله عليه وعلى و آله  وسلم (وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا “، قَالُوا : أَوَلَسْنَا بِإِخْوَانِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : ” بَلْ أَنْتُمْ أَصْحَابِي ، إِخْوَانِي الَّذِينَ يَأْتُونَ بَعْدُ). وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (مِنْ أَشَدِّ أُمَّتِي لِي حُبًّا نَاسٌ يَكُونُونَ بَعْدِي يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ رَآنِي بِأَهْلِهِ وَمَالِهِ). فالخير في الأمة المحمدية إلى أن يرث الله الارض ومن عليها مستمر لا ينقطع ولا ينحصر.   

 

وإكراما لمنزلة الأخوة التي أكرمنا بها الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا التفضل المحمدي علينا، جزاؤه إحسان مثله، بتعزيره وتوقيره واتباع منهجه القويم، القائم على الوسطية والاعتدال (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا). ولا يكتمل هذا التعظيم ولا يتم هذا الإحسان الا بمحبة  صادقة للعترة النبوية الشريفة، بلا إفراط ولا تفريط، خالصة نابعة من الجوى، ملؤها التقدير والاحترام، والانتصار والتمسك والتنسك، حتى لا نضل ولا نضلل، وفاء  لقوله تعالى (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا المَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) وتشبثا وعملا بقول الحق سبحانه  (وَأَحسِنْ كَمَا أَحسَنَ اللهُ إِلَيكَ).   

وعليه فإن الأمة المغربية بثوابتها الدينية و مؤسسة إمارة المؤمنين، منذ أن عم الإسلام ربوع هذا الوطن إلى يومنا هذا مع بيت الشرف العلوي، توفر الطمأنينة اللازمة للمحافظة على هذا الإحسان٠ فكانت و لازالت محبة المغاربة لآل بيت النبي و لسبطه الأمين حامي الملة و الدين أمير المؤمنين يانعة و حية في القلوب تؤتي أكلها كل حين فيعم الجميع الخير و البركة.  فاللهم أحفظ سليل الدوحة النبوية الشريفة  أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظا يليق بمقامه و أيده بنصرك العزيز و أبقه ذخرا وملاذا لأمن واستقرار الأمة المغربية، وأدم عليه موفور الصحة والعافية و أقر عينه بولي عهده و سائر أسرته الكريمة.    

 

إن الاحتفال مناسبة لجمع المحبين و المنتسبين لصلة الرحم و الذكر و التذكير و غرس محبة الله ورسوله وأله وأوليائه  و حث عموم الناس على الاعتناء بأعلام الوطن و محبة آل البيت لأنه من مظاهر و مرتكزات الهوية الوطنية و ثوابت الأمة و وسيلة لإظهار التعظيم و التكريم لرسول الله صلى الله و سلم.

و الدعوة عامة لحضور هذا الحفل.